العرضيون : التجرة المتميزة و الثمن الباهض

في الحقيقة قراءة التجربة النضالية للعرضيين موضوع ذو شجون ويستحق جلسات طويلة ، فهي أول حركة جماهيرية توحد بين جميع العرضيين و العرضيات رغم إختلافاتهم الإيديولوجية و السياسية و النقابية في تجربة فريدة على مستوى الأعراف الإحتجاجية لرجال و نساء التعليم ، فالحركة كانت إمتدادا لنضالات الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب على المستوى الأدبي (الشعارات و البيانات ...) و الهياكل (اللجنة الوطنية أو الجلس الوطني. السكرتارية أو المكتب التنفيذي )و الأشكال النضالية . صحيح أن المجندين في الخدمة المدنية كانوا سباقين إلى إقرار حقوقهم عن طريق النضال / لكن حركتنا أبدعت بشكل مثير أبهر المتتبعين أنذاك ، فلنا يعود الفضل كل الفضل في إسقاط و إجهاض أول خطوة في سبيل تطبيق توصية خطيرة كان قد أقرها المجلس الأعلى للوظيفة العمومية و هو التوظيف المستقبلي في كل قطاعات الدولة بالعقدة المحددة في الزمان و المكان . ثانيا الإضراب المفتوح عن العمل هو صناعة عرضية بإمتياز أضف إلى ذلك الزخم النضالي و التنظيمي كما و نوعا . هذه التجربة الغنية و المذهلة لو صيغت في شكل تنسيقية وطنية منذ البداية كانت ستعود على العرضيين بالربح الوفي كما يرى العرضيون حاليا ، فنحن بلونا أكثر في ظروف أقسى و لم نغنم إلا أقل من ثلث ما كسبه أخرون بمجهود أقل ، وهنا أتذكر كيف كان المناضلون بنيابة شفشاون التي إشتغلت بها طويلا في سنوات سابقة يناقشون إمكانية العمل داخل جمعية وطنية مستقلة تحظى بدعم الكل و مؤازرة الجميع ، صحيح أن الفكرة إعترضتها عراقيل ولم تنجز ولكنها كانت ترمي تكريس عرف تنظيمي جديد هو الذي عبر عنه حديثا بالتنسيقيات الوطنية التي لقنت دروسا مفيدة للمركزيات النقابية الكبرى .فنحن لن ننكر ما حيينا فضل أجهزة الجامعة الوطنية علينا ولكننا نسجل أن الملف دفع ضريبة قاسية ثمن الإصطفافات الإيديولوجية داخل الإطار وأن حياد الجامعة كان سلبيا وملغوما حتى في عز وحدتنا داخلها ،